عراقيون من أنصار مليشيات موالية لإيران،  يخترقون الجدار الخارجي للسفارة الأمريكية في بغداد ويحطمون كاميرات المراقبة أمس. (أ.ف.ب)
عراقيون من أنصار مليشيات موالية لإيران، يخترقون الجدار الخارجي للسفارة الأمريكية في بغداد ويحطمون كاميرات المراقبة أمس. (أ.ف.ب)
-A +A
رياض منصور ( بغداد) Mansowriyad@
في تطور خطير، هاجم محتجون يحملون أعلام مليشيا «الحشد الشعبي» وحزب الله العراقي، الموالية لإيران، أمس (الثلاثاء)، السفارة الأمريكية في بغداد وأحرقوا إحدى بوابات السفارة واقتحموا الباحة الخارجية، كما أحرقوا أعلاماً وحطموا كاميرات مراقبة، وقاموا بتكسير البوابات الأمنية في محيط السفارة. ورد حراس السفارة بإطلاق قنابل صوتية على أنصار الحشد خارجها.

وإمعانا في التصعيد الذي يشي بمؤامرة لحرق العراق من قبل وكلاء إيران وأذنابها، قالت قناة «السومرية» العراقية إن كتائب حزب الله أعلنت اعتصاما مفتوحا أمام السفارة الأمريكية حتى إغلاقها أو طرد السفير، بحسب المتحدث باسم المليشيا جعفر الحسيني.


وفي مؤشر لوجود شبهة تواطؤ أمني، تمكن المشاركون في موكب تشييع مقاتلي المليشيا الـ25 الذين قضوا في الغارات الأمريكية، من عبور جميع حواجز التفتيش دون صعوبة في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وتدخل عناصر الأمن العراقيون فقط عند بوابة السفارة، فيما لجأ المتظاهرون إلى أعمال العنف والشغب والرشق بالحجارة.

وأفصحت مصادر موثوقة أن عملية الاقتحام تمت بناء على أوامر من طهران. وتدرس غرفة العمليات الخاصة بسفارة واشنطن في الأردن مدى تورط الحكومة العراقية في السماح لمليشيا إيران بالوصول إلى مقر السفارة في المنطقة الخضراء الأكثر حماية وتحصينا.

ووفقا لمصادر «عكاظ» فإن غرفة العمليات التي يديرها فريق أمريكي متخصص من المخابرات والاستخبارات العسكرية أبرق إلى واشنطن بأن أقطاب المعادلة السياسية الموالين للملالي هم من خطط ونفذ الهجوم على السفارة، وهو ما ظهر جليا في مشهد اقتحام السفارة الذي تصدره قادة المليشيا وأذناب إيران وهم رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، ونائبه أبومهدي المهندس، والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، والأمين العام للعصائب قيس الخزعلي، وقادة الفصائل الأخرى المنضوية في الحشد.

وفضحت زلة لسان في بيان المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب العراقية صباح النعمان أمس، تورط القوى الأمنية بطلب إيراني في عدم التحرك لحماية السفارة، إذ أعلن أن قوات مكافحة الإرهاب لم تتدخل لحمايتها، وهو اعتراف رسمي خطير قبل أن يعود ويسحب البيان. وقد اتفقت القوى السياسية الموالية لطهران في البرلمان على أن يكون على جدول أعمال الجلسة القادمة في البرلمان قضية إلغاء الاتفاقية الأمنية مع واشنطن. وكشفت مصادر موثوقة، أن السفير الأمريكي في العراق ماثيو تولر، غادر البلاد قبل أسبوعين، ردا على إعلان مسؤولين بالخارجية العراقية، أمس إجلاء ماثيو وموظفي السفارة من بغداد. ونقلت قناة (الحرة) على (تويتر)، عن مصدر بسفارة واشنطن في بغداد قوله: إنه «لا صحة لأنباء إجلاء السفير أو الموظفين»، مؤكدا أن «الموظفين لا يزالون في مبنى السفارة، والسفير في إجازة رسمية».